وفي هذه الحالة يأتي الملك وهو جبريل عليه السلام على صورته الأصلية، وهيئته الحقيقية الملائكية التي يراد الله عليها، ولم يأت جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة إلا مرتين هما المشار إليهما- على الأرجح [٦٧] قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} ١٣- ١٥النجم، وقالت فيها السيدة [٦٨] عائشة رضي الله عنها: "ولكنه رأى (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) جبريل عليه السلام في صورته مرتين "وكانت المرة الأولى في بداية الوحي بعد حراء وقد حدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [٦٩] : "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه" وفي رواية مسلم "فجئت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض".