أحدث بعض المشايخ احتفالات لا أعرف لها وجها في الشرع كالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وبليلة الإسراء والمعرج والهجرة النبوية. نرجو أن توضحوا لنا ما دل عليه الشرع في هذه المسائل حتى نكون على بيِّنة؟
الجواب: لا ريب أن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها النعمة كما قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} الآية. وقد توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد ما بلَّغ البلاغ المبين وأكمل الله به شرائع الدين، وقال صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها. وأخرج مسلم في صحيحه عنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". ومعنى قوله:"فهو رد"أي مردود لا يجوز العمل به لأنه زيادة في الدين لم يأذن الله بها، وقد أنكر الله سبحانه في كتابه المبين على من فعل ذلك فقال عز وجل في سورة الشورى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} . وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة:"أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثتها وكل بدعة ضلالة".