للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد أن صلينا قدمت لنا جنازة أحد المسلمين للصلاة عليها، وقد وضع في صندوق كما يعمل أهل تلك البلاد، وعندما سألت لماذا يعمل المسلمون هذا ذكروا أنه لا يسمح بدفن أحد بدون ذلك فذكرني هذا بما يردده المجاهدون من أن المسلم لا يقدر أن يعيش حتى في حياته الشخصية ولا يطبق في أموره الخاصة أحكام دينه إلا إذا كان نظام دينه هو الحاكم وإلا فسيكون ترسا في عجلة دولاب النظام الذي يعيش تحت ظله.

وبعد ذلك أعلن الأخ عبد الغفور أننا سنلقي دروسا بعد المعرب من كل يوم ابتداء من مغرب هذا اليوم.

وطلبنا من الأخ عبد الغفور أن نتبع جنازة هذا الميت حتى يتم دفنه، وعندما خرجنا من المسجد وجدنا أن قافلة السيارات التي تتبعه إلى المقبرة تحمل كلها بيارق صغيرة عليها علامة الصليب، فاستكبرت ذلك فقالوا أيضا لا يسمح لسيارة بالدخول إلا بهذا الشعار فقلت وهذه أطم من التي قبلها، فركبنا في سيارة الأخ عبد الغفور وليس عيها ذلك البيرق فذهبنا قبل الموكب ودخلنا المقبرة دون أن يتعرض لنا أحد وهناك انتظرنا حتى جاء الموكب وقد غطى القبر بالقماش الجوخ وفرشت جوانبه بالسجاد، وقائد الحراسة الذي يهيل التراب في القبر ينتظر، وهناك وجدنا نصبا على القبور كتب عليها اسم الميت وتاريخ دفنه، وبعض القبور عليها قطعة من البلاط كتب عليها ذلك، وليست القبور مرتفعة عن الأرض، والمسلم هناك يدفن بجانب النصراني.

وذكر الأخ عبد الغفور أن الميت يلبس بدلة جديدة شبيهة ببدلة الزفاف وأن الناس يغالون في ذلك، والمسلمون يعملون نفس ما يعمله الكفار، طردا للميزان الغربي المادي عند الغربيين، ولو كان عندهم علم عن عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير، وأن الإنسان لا يبقى معه في قبره إلا عمله لما احتاجوا إلى هذا التكلف.