ولو كانوا شكوا شكوى عادية لهان الأمر ولبقينا من أجل المصلحة ولكن كلامهم كله كان كلام سب وشتم ودعاوى واضحة البطلان فقد اتصل بعضهم بي شخصيا في الهاتف وأخذ يحدثني عن عبد الغفور الشيوعي وأخذ يسبه لمدة لا تقل عن ساعة، وأنا لا أزيد على السماع إلا إذا خشيت ظنه أني قفلت الهاتف فأقول له: نعم. وكان ذلك ثقيلا على نفسي، وجاء آخر بنفسه وأخذ يفتح ملفات الإجرام الصادرة من عبد الغفور التي لم أر فيها إلا وقوفه ضد المنكر الذي ألفه الناس واستنكروا وجود المعروف كما قال من قبلهم:{يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} ، وبقي هذا الرجل عندنا أكثر من ثلاث ساعات ونحن لا نزيد على السماع منه، ثم نصحناه في الأخير بتقوى الله وودعنا غير راضي بذلك الزمن فيما يبدو.
وقد حضر الخصمان وبعض أعوانهما ومحامي كل منهما إلى أحد قضاة البلدة وعندما عرف القاضي - وهو نصراني - أنهما مسلمان قال لهما: ألا تشعران بالخجل إذ تخرجان من بيت من بيوت الله دون أن تحكماه بينكما وتصطلحا بالحق لصاحبه، وتأتيا إليّ أنا العبد الضعيف لأحكم بينكما، وقد أخبرنا كل الخصمين بهذا عبد الغفور أخبرنا مباشرة وفوزي أخبرنا عن طريق الهاتف فكانت موعظة من عدو للإسلام ولكنها لم تقبل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وخشينا أن تحدث فتنة، فتشاورنا أنا وزميلي وقررنا السفر يوم الثلاثاء فحجزنا واتصلنا بأخينا في الله الشيخ محمد نور السوداني الذي يعمل مع البلاليين على نفقة وزارة الأوقاف الكويتية ليرتب لنا منهج زيارة نافع في شيكاغو كما سيأتي.