للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الإثنين ٥/٨/١٣٩٨هـ تجولنا في بعض أسواق المدينة وفي طريقنا إلى بعض العمائر الضخمة التي يوجد فيها كل الأغراض المطلوبة، كل صنف من البضاعة يوجد في طابق منها تناولنا طعام الغذاء في أحد الفنادق الفخمة وهنا حصلت قصة طريفة، لا زلت كلما تذكرتها أضحك من أجلها: كنت لابسا لباسي العربي، وكان الناس يكثرون الالتفات نحوي لغرابة اللباس هناك ولكن التفاتهم - في الغالب - يكون خلسة ومسارقة، وسمعت من الأخ عبد الغفور أن الالتفات إلى شخص ما يعتبر غير لائق عند الأمريكيين، فإذا صوب أحد نظره إليك والتفت أنت نحوه فإنه يشعر بالخجل ويعتبر التفاتك إليه نوعا من الاحتجاج والعقاب، ولقد أخذت هذا السلاح فكنت إذا رأيت من يلتفت إلي التفت نحوه فيصرف نظره بسرعة، وكأنه لم يكن ينظر إلي وفي هذه المرة كنا على طاولة الطعام فمر شيخ عجوز فنظر إلي فنظرت أنا إليه ومن شدة محاولته إخفاء التفاته صرف نظره بسرعة وهو يمشي فتعرقلت رجله بأحد المقاعد فوقع على الأرض ثم تجلد فوثب قائما وأخذ يسعى بعيدا عنا، فأخبرت الأخوين: زميلي الدكتور بيلو والأخ عبد الغفور فأخذا يشاركانني الضحك.

الآلة والبطالة:

ثم صعدنا إلى الطابق الأول في الفندق فوقفنا في قاعة صغيرة نسبيا لنرى القطار - أو المترو - واقفا، فخرج الركاب منه، ودخلنا نحن، وعندما أخذنا مقاعدنا نظرنا إلى مقدمة هذا المركب المعلق جسره في الهواء بين الفندق وبين العمارة التجارية التي نريد الذهاب إليها، نظرنا لنرى القائد فلم نر أحدا، وعندما سألنا عن ذلك - وكنا نظنه يختفي في مكان ما منه - قال الأخ عبد الغفور أنه يسير ذهابا وإيابا بنفسه عن طريق الكهرباء، ويتقابل هو وزميله في منتصف لبطريق دائما، هذا ذاهب وهذا عائد.