للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما ذكرنا لهم أن اقتناعهم هم بأمر لوجود أدلة كافية عندهم لا يقتضي اقتناعنا نحن إلا بعد تمحيص وأخذنا في هذا الموضوع مدة طويلة وهم يحاولون إقناعي بأنه لا يلزم البحث والتفصيل لهذا الحكم بل يكفي ما سمعناه منهم عن البلاليين، فناقشناهم حتى ظننا أنهم فهموا رأينا وطلبنا أن ننتقل إلى موضوع آخر ولكنهم لم يرضوا بترك هذا الموضوع وقصدهم أن يفهمونا أنه لا يجوز الاغترار بما نقل من أن ولس الدين صحح أفكار والده فعلا وأن نقنع مَنْ ورائنا في المملكة وغيرها بألا يغتروا بهذا الرجل فأخبرتهم أننا لسنا مغترين ولكن نريد التثبت في الحكم على الناس ووعدتهم بنقل رغبتهم في عدم الاغترار بالرجل.

نصيحة وسخط:

ثم قدمت لهم نصيحة تتضمن أمرين:

الأمر الأول: أن يجتهدوا في تلقي العلم ممن يوثق به من العلماء، وأن يتعلموا اللغة العربية بجد حتى يفهموا كتاب الله وسنة رسوله عن طريقها لا عن طريق الترجمة التي تكثر أخطاؤها ولا تفي بترجمة معاني كتاب الله وألا يظنوا أن ما قد حصلوا عليه من علم كاف في عبادة الله أو الدعوة إلى الله.

الأمر الثاني: أن يطبقوا ما علموه في أعمالهم وفي أعضائهم وأن يصححوا الأفكار المخالفة بالعلم مع الهدوء ولا يجعلوا همهم الوحيد هو محاربة فئة معينة، لأن ذلك سيأخذ وقتهم في الخصام والنزاع ويصرفهم عن التعلم الذي هم في حاجة إليه.

وهنا ثارت ثائرتهم فأخذ كل واحد منهم يتحفز فتكلموا وكان كلامهم يدور حول إشعارنا بأنهم ليسوا جهالا وأن الذي يقدرون عليه قد علموه ولا زالوا يتعلمون ولكنهم لا يقولون شيئا إلا وهم على علم به وأن لهم الحق أن يحاربوا جماعة ضالة تدعي الإسلام.