وهنا بدأ بعض النساء يشاركن في النقاش فقد استأذنت امرأة من وراء ستارة أن تتكلم فأذنوا لها وكان خلاصة كلامها أن الذي يدعي الإسلام ويضل الناس أولى بالجهاد من غيره، وتسأل: ألا يجب علينا أن نترك العمل ونتفرغ للعبادة والجهاد؟.
وأجبتها بأن الجهاد واجب ولكن قبل جهاد الناس نجاهد أنفسنا في التعليم والعمل ثم لا بد من أسلوب نافع في الدعوة إلى الله.
أما ترك العمل فهذا غير مطلوب شرعا من المسلم إلا إذا كان تفريغ أشخاص بأعيانهم للقيام بالدعوة إلى الله للحاجة إليهم، ولكن لا يتركون ما لأنفسهم أو غيرهم من حقوق، وذكرت لها قصة الصحابة الذين أرادوا الانقطاع للعبادة وترك العمل فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:"أمَّا أنا فأصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وقلت للجماعة لكم الحق أن تبينوا للناس الضلال بل يجب عليكم ولكن بشرط أن تكونوا عالمين بأن هذا حق وهذا باطل وهذا أمر ليس سهلا في كل أمر من الأمور.
وبعد نقاش طويل في هذا الموضوع وغيره وبعد أن ترجح لي أني وضَّحت ما يجب توضيحه قلت لهم: لقد أخذتم وقتا طويلا في إبداء ما تريدون من أسئلة وتوضيحات لآرائكم، أما الآن فأرجو أن تعطوننا فرصة لأسألكم أنا، قالوا: لا بأس.