١- تغيير واقع المجتمعات الإسلامية التي تمثل الآن المناخ الطيب لانتشار بذور الشيوعية ونمائها. فالشيوعية لم تدخل إلا البلاد التي تعاني مجتمعاتها من اضطراب في الأوضاع وتغير في النظم السياسية وفقدان للشخصية. وقد كان (كارل ماركس) يظن أن الظروف مواتية لقيام الثورة الاشتراكية في انجلترا إلا أن الأوضاع السيئة لحكم القياصرة في روسيا هو الذي عجل بالثورة هناك بحثا عن البديل فيها، ثم تكرر الأمر أخيرا في فيتنام والحبشة واليمن والصومال وليبيا، وبعض البلاد حيث استطاع الشيوعيون أن يدخلوا عناصر منهم في أماكن يستطيعون منها إحداث تغيير لصالحهم متى وصلت الأوضاع في سوئها إلى اللحظة التي تجعل الأمة في قناعة بأي نوع من التغيير حتى ولو كان ماركسيا كما حدث وسيحدث في كثير من البلاد.
ولا يمكن تغيير حال الأمم الإسلامية إلا باتخاذ إجراءات أهمها التخلي عن التخبط بين الأنظمة المختلفة من اشتراكية ورأسمالية، وعلمانية، وقومية، وأن ترجع إلى النظام الذي يتناسب مع طبيعتها وفطرتها الإنسانية والمرتبطة بعقيدة هذه الأمم وتاريخها وحقيقتها وهو الإسلام.
٢- توحيد الولاء، فالدول الإسلامية تتعدد ولاءاتها، وتتنوع انتماءاتها بين دول مرتبطة بنفوذ السوفييت، تدور في فلكهم وتجعل ولاءها لهم فوق ولائها للعقيدة، وتظن أنها بذلك تحمي نظامها من الإمبريالية واليهودية وغيرها، بينما دول تسير في ركب النفوذ الأمريكي، وترى في أمريكا حامية للعالم محققة للعدالة وقائدة في محاربة الشيوعية، كما أن النفوذ اليهودي بدأ يدخل مباشرة في اللعبة، وارتفعت الأصوات باتخاذ حزام ضد الشيوعية مع دولة اليهود.
إن القوى كلها تتصارع في منطقة العالم الإسلامي خوفا من الإسلام أولا، ثم محاولة لاحتكار مقدرات الأمم الإسلامية الاقتصادية النامية الواسعة، ثم استغلال قوتها البشرية الضخمة لتكون مخلب قط للجبهة التي تسخرها وتسيطر عليها.