والإيمان بالله خالقا يقتضي الإيمان بالبعث والحساب والجنة والنار وهذه من البديهيات {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} وكيف لا يؤمن بالبعث من يعترف بالخلق والوجود الأول أن الإيمان بوجود الله وأزليته وخلقه للحياة وما فيها يترتب عليه حتمية خضوع الإنسانية لخالقها في مجال التشريع لشؤون الحياة كلها سياسية واجتماعية واقتصادية، فالإنسان ليس سيد نفسه لأنه محكوم بقوى تتحكم في ذاته ومصيره ووجوده، وله احتياجه الفطري إلى قوة يستند إليها ويؤمن بها ويحتمي بها ويؤمل فيها، وإلا ما كان للحياة معنى ولا للعمل هدف، فالإنسان محكوم بسنن الله الكونية يجب أن يخضع لها ومحكوم بقوانين بيولوجية يرضخ لها رغما عنه، وبالتالي فإنه لا بد من أن يخضع في نظام حياته إلى ما يشرعه له خالقه. والإنسان مرتبط بقانون في الحياة هو قانون المحافظة على الحياة. والإيمان بالله في قمة هذا كله لأنه الذي يحقق مصالح الإنسان ويمنح الطمأنينة والأمن والاستقرار وازدهار الحياة وسيادة المثل والقيم الإنسانية.
هذه لمحات عن الفكر المادي الذي لم يثبت أمام المنطق والعقل والعلم والواقع، واعتراف الماديين بمخالفة مذهبهم لما سبق جعلهم يغيرون ويبدلون في فكرهم وفلسفتهم وأسلوبهم، ويمكننا أن نواجههم بعدة وسائل منها.