للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتهم كثير من المؤرخين ابن العلقمي الشيعي بتحريض هولاكو على غزو بغداد انتقاما من العباسيين الذين أساءوا معاملة الشيعة خصوصا في الأيام الأخيرة لحكم المستعصم عندما هاجم أهل السنة بتحريض من أبي بكر بن الخليفة حيّ الكرخ الذي كان يسكنه الشيعة ونهبوه وقتلوا كثيرا من أهله [١٤] ، ولكن ابن طباطبا العلوي يتنفي تلك التهمة عن ابن العلقمي مستدلا بأن هولاكو أبقاه في منصبه ولو كان خائنا ما وثق به [١٥] .

ومع أن ابن طباطبا قد يتهم بالتحيز لأنه شيعي مثل ابن العلقمي إلا أن حجته قد يؤيدها الواقع لأن العاعدة جرت بأن من ارتكب الخيانة من أجله هو أول من يحذر الخائن ويفقد الثقة به ويزدريه اللهم إلا أن يقال إنه أبقاه لينتفع بخبرته مع حذره منه ومراقبته له ومات ابن العلقمي بعد ثلاثة أشهر فخلفه ابنه ولكنه لحق بأبيه بعد قليل.

ومهما يكن من أمر فقد كانت هذه هي نهاية الدولة العباسية بعد أن حكمت معظم بلاد العالم الإسلامي خمسة قرون وربع قرن تقريبا وازدهرت في عصرها الحضارة الإسلامية ازدهارا ظل حتى اليوم مضرب الأمثال في الشرق والغرب.

المماليك يحمون البلاد الإسلامية من غارات المغول:

أرسل هولاكو بعد استيلائه على بغداد كتائب من جيشه استولت على بقية مدن العراق ثم اتجه على رأس جيشه لفتح بلاد الشام وكانت مقسمة إلى إمارات يحكمها أمراء من الأيوبيين وحاصر مدينة حلب وفتحها سنة ٦٥٧هـ وأباحها لجنده سبعة أيام يقتلون وينهبون أما القلعة فإنها قاومت أربعين يوما وأسر المغول كثيرا من مهرة الصناع ونقلوهم إلى عاصمة ملكهم لينتفعوا بفنهم ويستفيدوا من خبرتهم [١٦] .