إن وفاة عمر قد يستغربها المرء إلى حد الإنكار لولا أن أمرها أصبح بين المسلمين من الضروريات التي لا يختلف فيها الإنسان مع الإنسان وذلك للتواتر العظيم الذي تم لها، ووجه الغرابة فيها أن عمر الخليفة العادل والإمام الراشد والأمير الصالح الذي أحبه كل المسلمين، ولم يبغضه حتى الكافرون يموت قتيلا في عاصمة الإسلام بل في محراب الصلاة والمسلمون يصلون وراءه وهم مئات أو ألوف.
ولكن الذي تبلغه دعوة عمر لنفسه بأن يموت شهيدا بالمدينة النبوية ويعلم استجابة الله دعاء أوليائه يبطل استغرابه وينتهي إنكاره فقد صح عنه رضي الله عنه أنه كان يسأل الله تعالى فيقول:"اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ووفاة في بلد نبيك".
واستجاب الله لعمر دعوته وحقق له أمنيته ففي يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر رضي الله عنه وهو يصلي في المحراب طعنه أبو لؤلؤة المجوسي غلام للمغيرة بن شعبة وبقي يعالج تلك الطعنة حتى توفاه الله ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين هجرية في مثواه الأخير في حجرة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصاحب والصديق أبي بكر رضي الله عنه.