للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجد مسجد في تلك الضاحية التي يسكنها الإفريقيون دخلناه فإذا به نظيف جميل البناء، متوسط السعة، يحيط به فناء صغير ألحقت به مدرسة من غرفة واحدة كبيرة، وقد زودت بالمقاعد الدراسية وبالسبورات، وبجانبها غرفتان لسكنى المدرس، والمسجد مع ملحقاته مبني بالآجر، ومفروش بفرش بسطية، ويتسع لحوالي (٢٥٠) مصليا. والواقع أن بناءه في ذلك المكان وسط حي أغلبية سكانه من الأفريقيين غير المسلمين، مناسب كل المناسبة، وربما يمكن تحويله في المستقبل إلى مركز من مراكز الدعوة الإسلامية في ذلك الحي. وقد تم بناؤه بطريقة جمع التبرعات حيث قام بعض المسلمين الغيورين بجمع المبالغ اللازمة له شيئا فشيئا، وساهمت الجمعية الإسلامية الآسيوية بنصيب كبير من نفقاته.

إلى هنا وكل شيء جميل وسار، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ لقد عرفنا أن المدرسة الملحقة به ظلت معطلة بسبب عدم وجود مدرس يحسن العربية أو يحسن حتى تدريس المبادئ الإسلامية، والأدهى من ذلك أن الصلاة في ذلك المسجد في كثير من الأوقات كانت تعطل لأنه لا يوجد في ذلك الحي كله إمام يحسن أن يؤم الناس أو يقرأ بعض السور القصار ولو كان لا يفهم معناها، إنه لشيء محزن ولكنه الواقع، وهذا المسجد مثال من أمثلة كثيرة على انعدام الذين يحسنون حتى مبادئ التعليم الإسلامي هناك.

أيها الإخوان إن الأمثلة كثيرة والوقت محدود، ولذلك سوف أعرض على أسماعكم جملا موجزة لإخواننا المسلمين في البلاد التي زرناها.

أولا: ارتيريا والحبشة

يكون المسلمين الأغلبية في تلك البلاد، ولكن ليس في أيديهم من الأمر شيء، ويواجهون ضغطا متزايدا من المبشرين المسيحين، ويشجعهم على ذلك المستشارون الاسرائليون في الحكومة الحبشية، بغية زعرعة الثقة في نفوسهم، وإضعاف روح الإسلام لدى ناشئتهم، وأعظم ميدان نجح فيه أعداء الإسلام ميدان الملاجئ والدور التي تتولى تنشئة أطفال المسلمين من الأيتام ومن لا عائل لهم حتى يشبوا على غير دين الإسلام.