وخامسا: إن في اختيار الفصحى منطلقا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها خدمة عظيمة للإسلام والمسلمين فإن الفصحى هي دعامة كبرى لوحدة الكيان العالم العربي والإسلامي وفيه أيضا خدمة لمقوماته الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وإن اختيار الفصحى في جميع مراحل التعليم فيه إنصاف لواقع العالم العربي الذي ينتظم تحت إطار واحد من العقيدة والدين واللغة والثقافة والتاريخ والموقع الجغرافي والمصير بصفة عامة، وإن في تقديم العامية في التعليم أو العمل لنشرها مجانبة للصواب ومخالفة للواقع المحسوس، وأضف إلى ذلك أن اللغة العربية الفصحى إنما هي همزة الوصل ونقطة الالتقاء بين أبناء العالم العربي وبين مئات الملايين من المسلمين في البلدان غير العربية بصفة كونها لغة القرآن ولغة العبادات ولغة العلوم الإسلامية.
طريقة اختيار الفصحى ونوعيتها:
وخلاصة ما تقدم وجوب الإصرار على تعليم اللغة العربية الفصحى لغير الناطقين بها بهدف الوصول إلى صيغة لغوية موحدة وعامة في الإطار العربي العام بحيث تنتظم الخواص العربية الأصلية المشتركة وتخلو بقدر الإمكان من الاختلافات المحلية الخاصة ببلد عربي دون الآخر سواء في المنطق أو اللهجات أو المفردات أو التراكيب ذات السمات المحلية.