وهو للأقارب برّهم، وصلتهم، ورحمتهم، والعطف عليهم، وفعل ما يحمد فعله معهم، وترك ما يسيء إليهم، أو يقبح قوله، أو فعله معهم.
وهو - الإحسان - لليتامى: المحافظة على أموالهم، وحماية حقوقهم، وتربيتهم وتأديبهم وترك أذاهم، وعدم قهرهم، والهشّ في وجوههم، والبش عند مخاطبتهم.
وهو - الإحسان – للمساكين سدّ جوعهم، وستر عورتهم، والحث على إطعامهم، وعدم المساس بكرامتهم، فلا يحتقرون، ولا يزدرون، ولا ينالون بسوء أو يمسون بمكروه.
وهو لابن السبيل قضاء حاجته، وسدّ خلته، ورعاية ماله، وصيانة كرامته، وإرشاده إن استرشد، وهدايته إن ضل.
وهو - الإحسان – للخادم: إعطاؤه أجره قبل أن يجف عرقه، وعدم إلزامه ما لا يلزمه، وعدم تكليفه ما لا يطيق، وصون كرامته، واحترام شخصيته.
وهو - الإحسان - لعموم الناس، التلطف في القول لهم، ومجاملتهم في معاملتهم، ومخاطبتهم مع أمرهم بالمعروف إن تركوه، ونهيهم عن المنكر إن ارتكبوه، وإرشاد ضالهم، وتعليم جاهلهم وإنصافهم من النفس، والاعتراف بحقوقهم، وكف الأذى عنهم، بعدم ارتكاب ما يضرهم، أو فعل ما يؤذيهم.
وهو – الإحسان - للحيوان إطعامه إذا جاع، ومداواته إن مرض، وعدم تكليفه ما لا يطيق، وعدم حمله على ما لا يقدر، بالرفق به إن عمل، وإراحته إن تعب.
وهو - أي الإحسان - في الأعمال البدنية الدنيوية بإجادة العمل، وإتقان الصّنعة، وتخليص سائر الأعمال من الغش والفساد.
هذا هو الإحسان المأمور به في الآية الكريمة، وهو مأمور به في كل شيء، لتوقف صلاح الأعمال عليه، ومما يساعد على تحقيق هذا المبدأ، أو تنفيذ هذا الأمر الإلهي العظيم، مراقبة الله تعالى عند القيام بأي فعل، وذلك لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله:"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".