وعندما تخرج الكرية الحمراء من هذا المصنع تنطلق إلى الدم لتباشر عملها الذي فطرها الله عليه وهو حمل وتوصيل الأكسيجين (وهو ما يسمى بغاز الحياة لأن الحياة بدونه تصبح مستحيلة أي أنه بدون تلك الكرية الصغيرة التي حجمها أقل من جزء من ألف من المليمتر يفنى الإنسان، حقا ما أضعف هذا الإنسان) ويتم نقل هذا الغذاء إلى جميع خلايا الجسم من أخمص القدم إلى مفرق الشعر والخلية في الجسم البشري تغلف بغشاء له خاصية عجيبة في دخول وخروج المواد من خلاله وحاول العلماء جاهدين كشف أسرار ذلك الغشاء الخلوي لمعرفة هل يوجد به ثقوب للدخول والخروج وأخيرا وعن طريق المجهر الإلكتروني قالوا إن به ثقوبا غير ثابتة أي في حالة متحركة بمعنى أنها تتشكل من وقت لآخر حيث تكون موجودة في منطقة من الخلية ثم تقفل لتحدث ثقوبا جديدة في منطقة جديدة من نفس الخلية وكأنه عند كل ثقب يوجد حارس أمين عاقل حكيم يسمح بدخول مواد محددة معينة ويمنع الأخرى، ويسمح بخروج مواد بذاتها ولا يسمح بالأخرى ... صنع الله الذي أتقن كل شيء ...