وعندما تصل الكرية الحمراء إلى الخلية تسلمها الأكسيجين وتأخذ منها الفضلات (غاز الفحم) وكأننا الآن مع مشهد يتمثل في كرية حمراء تدور في الدم مدركة لما تفعل ... والخلية عرفت سبب المجيء إليها فأخذت غذاءها وتخلصت من فضلاتها ... وفي كل لحظة تمر ممكن أن تحدث كارثة لولا تدخل لطف الله عز وجل الذي ينظم البدن بتقدير رباني متقن ... تلك الكارثة المتوقعة ممكن حدوثها نتيجة تحلل هذا العدد الضخم من الكريات الحمراء حيث يصل إلى ٢.٥ مليون في الثانية ونتيجة لذلك يخرج منها الحديد (الذي يذهب مرة ثانية إلى المستودعات للاستفادة منه في تكوين كريات جديدة) ... وكذلك الأحماض الأمينية ... لكن هناك مادة صفراء مضرة فتاكة بالجسم تسمى بيلروبين غير المتحد (أو بيلروبين غير المباشر) تنطلق نتيجة ذلك التحلل الناتج من موت الكريات ولا بد من وسيلة لتفادي تلك المادة المخربة التي تتكون بصفة دائمة ومستمرة فماذا يحدث؟! ... ... يوجد في الدم مركب خاص (يسمى أليومين) يقوم بالاتحاد مباشرة مع تلك المادة المخربة لتحويلها إلى مركب جديد يتم تسليمه إلى الكبد الذي يتولى التخلص منها عن طريق القنوات الصفراوية فيهبط بسلام إلى الأمعاء الدقيقة ... والأعجب من ذلك أن الأمعاء الدقيقة تستفيد منه حيث يساعد على هضم المواد الدهنية وتجزئة الشحوم واستحلابها وإعادتها إلى وحداتها الأولية لكي تدخل من غشاء الأمعاء فتمتص الأمعاء فيستفيد الجسم من الغذاء ...
وربما تدخل تلك المادة القاتلة إلى الدم فتقوم الكلية بالتخلص منها وطردها عن طريق البول حيث تكسبه المادة الملونة له ...