وبذلك يكون الجسم تخلص منها بعد أن استفاد منها وأمن شرها ... تلك المادة الخطرة وجد أن قسما منها مقداره ١% في استطاعته أن يخترق الحاجز الدماغي الدموي (حاجز بين الدم والمخ يحجز المواد التي لا يرغب فيها الجسم فلا تصل إلى المخ) فإذا دخلت إلى المخ وارتفعت نسبتها يحدث المرض البشع المسمى باليرقان النووي حيث تتشنج العضلات ويختل التوازن ويقل الفهم والإدراك ... كذلك فإن هذه المادة إذا ترسبت في البدن فإنها تحوله إلى ضعف ومرض وهو ما يرى في اليرقان من اصفرار للعينين دليلا على ارتفاع هذه المادة في الدم ... ولكي ندرك مدى الخطورة التي نعيشها في كل لحظة نوضح الحقيقة التالية:
انحلال جرام واحد هيموجلوبين (وهو من مكونات الكرية الحمراء) يعطى ٢٤ ملجرام بيلروبين المادة الضارة.
وفي الأحوال الطبيعية ينحل ٦.٢٥ جرام هيموجلوبين يوميا أي ٢١٢.٥ ملجم بيليوبين.
بينما المعدل الطبيعي لنسبة البيلروبين في الدم يتراوح ما بين ٠.٢ إلى٠.١ ملجم في كل مليلتر.
وفي الأزمات يصل انحلال هيموجلوبين إلى ٤٠ جرام أي ١٣٦٠ ملجم بيلروبين.
ومع كل هذا ترتفع طاقة الدم على القنص ... والجسم على المقاومة، والكبد على الإفراز ... وهذا كله من بديع صنع الله وعظمة الخالق، فسبحان من خلق وقدر ووضع الميزان، وأي خلل في أي مرحلة من المراحل الوقائية السابقة سواء كان على مستوى الدم أو على مستوى الكبد أو في القنوات الصفراوية تظهر علامات اليرقان وتبعا لذلك يتم التعرف على مكان الخلل لمعالجته ...
نعود إلى الحديد الذي يعتبر مركبا أساسيا في تكوين الكرية الحمراء: