جميع الحديد الموجود في الجسم كله سواء كان موجودا في كل الكريات... أو في كل الأنسجة ... أو في مصانع الدم ... أو في المخازن ... حوالى ٤ إلى ٥ جرام ... فهو مقدار ضئيل لكنه وضع باتزان شديد ولو حدث نقصان في هذا المقدار يؤدي إلى فقر الدم ينتج عنه الضعف والشحوب وعدم القدرة على ممارسة النشاط العادي ...
ولو حدثت زيادة في هذا المقدار يؤدي إلى تراكمه في الجسم فيسبب فسادا لمعظم أجزاء الجسم من القلب وكبد وبنكرياس وجلد وخصيتين ...
وما بين الزيادة والنقصان ... والتخريب والتجديد ... يتم توازن البدن على أدق ميزان فينعم الإنسان بالصحة الشاملة وسبحان من له الحمد على ما أنعم علينا وتفضل على عباده ...
أما الأكسيجين ... فإن كريات الدم تحمل ٦٠٠ ليتر أكسيجين خلال ٢٤ ساعة للفرد الواحد ... تدخل عن طريق الرئتين في عملية الشهيق ... ومع ذلك لم ينفد ذلك الغاز من الهواء حيث تتولى النباتات الخضراء مهمة إمداد الهواء بالكمية المناسبة بصفة مستمرة ... وكأن الكون كله وحدة واحدة كاملة متفاهمة...وفي حالة نقصان كمية الأكسيجين تحدث تغييرات كيميائية في الجسم فيقوم الجسد بمضاعفة كمية التنفس لعله يأخذ أكبر قدر ممكن منه ويتخلص من الفضلات ويشعر المريض بأشياء أهمها ضيق في الصدر ... واكتشف العلماء أخيرا أنه في الارتفاعات الشاهقة تنقص كمية هذا الغاز ووجد أن مقدار توتره عند سطح البحر ١٠٠ ملم وعند ارتفاع ٨٠٠٠ متر لا يزيد عن ٢٥ ملم حيث يتعسر تبادله مع كريات الدم الحمراء فيصعب التنفس مما يجعل الشخص غير المتمرس يفقد وعيه في خلال دقيقتين ثم يموت ... وهنا نستشعر قوله تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} .