وأبدى الدكتور هابيت أسفه لأن الدول الإسلامية لم تتخذ حتى الآن أي موقف إيجابي تجاه هذه القضية، إلا أنه أوضح أن منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعها الأخير في إسلام آباد قد اتخذت قرارا إيجابيا لصالح تركستان، لكنه لم يوضح مضمون أو نوع هذا القرار، وأوضح أن مسلمي تركستان ليست لهم أية علاقات اجتماعية مع الجمهوريات السوفيتية الشيوعية الأخرى ... ومؤكدا أن قلوب مسلمي المنطقة السوفيتية ما زالت تنبض بالإسلام مع كل مسلمي العالم، وقال إنه كان يوجد في منطقة كردستان السوفيتية حتى عام ١٩١٨ حوالى ١٧٠٠ مسجد لم يبق منها الآن سوى مائة مسجد! .
تركيا.. إلى أين؟
الانقلاب العسكري الذي وقع في تركيا لم يكن مفاجأة لأحد فقد أنذر جنرالات الجيش التركي من قبل زعماء الأحزاب السياسية منذ شهور وهددوهم بالاستيلاء على السلطة..
وإذا أردنا أن ننظر إلى ما وراء الأحداث لنعرف أسباب الانقلاب وتأثيره على الأوضاع في تركيا المسلمة الشقيقة فلا بد لنا من عودة إلى الوراء إلى الانقلاب الأول الذي قام به مصطفى كمال الخائن..
ففي سنة ١٩١٨ م انهارت الدولة العثمانية بعد حرب طاحنة حارب فيها الجيش المسلم في غير معركته في الحرب العالمية الأولى حتى أن جحافل اليونانيين قد توغلت داخل تركيا ثم قامت حركة الكماليين بقيادة مصطفى كمال الذي تقمص ثوب الشيوخ وقام باسم الدين يرفع لواء الجهاد واستعان ببعض المجاهدين حتى تم طرد اليونانيين في معركة فاصلة عند جان قلعة واستشهد فيها ربع مليون مسلم.
ثم بدأ مصطفى كمال مفاوضاته مع الإنجليز حتى أملى عليه المستر كرزن وزير خارجية بريطانيا هذه الشروط الرهيبة:
١- إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيا من تركيا.
٢- أن تقطع تركيا كل صلة مع الإسلام.
٣- أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.