وهناك أمر مهم آخر في تربية الشباب - طالما ذكرت به بعض الإخوان وتكلمت فيه معهم - وقد يكون من المفيد أن أذكر به في هذه المناسبة، هذا الأمر هو توقير الأئمة وإجلالهم أئمة الفقه والعلم والدين الذين من طريقهم وصل إلينا الدين بفقههم وبرواياتهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يرقى الشك إلى هؤلاء الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة في الدين وبالورع والتقى والعلم، فينبغي أن نعرف لهؤلاء الأئمة أقدارهم، ويجب ألا نتطاول عليهم في الحديث عندما يكون المجال مجال استعراض لأقوالهم وآرائهم الفقهية للمقارنة بينها تمهيدا لاختيار ما يرجحه الدليل مثلا فلا يصح الترجيح بينهم إلا فيمن توافرت فيه أهلية الاختيار بين أقوال أهل العلم ممن يملك عن اقتدار وسائل الاجتهاد على أن يكون ذلك الترجيح في حدود الأدب والتوقير والإجلال الملائم لمقام الأئمة.