فمن باب الأدب الذي أمر الله عز وجل به المؤمنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا يرفعوا أصواتهم فوق صوته، ولا يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض والعلماء هم ورثة الأنبياء، فمن الأدب معهم أن أعرف طريقة عرض الرأي الذي ملت إليه فأقول قال العلماء كذا وقال فلان كذا، كلاما يفهم منه العامة بأني أستهين بالعلماء، فالعوام لا يعرفون مقصدي حين أقول إن العلماء أخطأوا في كذا وكذا لكن قد يفهمون من هذا التعبير الاستخفاف بأهل العلم فيكثر من يقول على الله وعلى رسول الله بغير علم وتفشوا الأهواء ويتكاثر الجهل، فلا يكون للأمة سلف صالح تنتمي إليه أو تستهدي به إلى معرفة الحق والصواب نعوذ بالله من ذلك البلاء كله، وهذا الأمر - أمر إجلال الأئمة - يستتبع اختبار الطريقة في توجيهها الطلاب حتى نضمن بإذن الله جيلا يجيد السير على الصراط المستقيم في دعوته إلى الله في بيان ما نزل إليهم من ربهم حتى لا يكون شطط أو غلو، ومن الأمور المهمة في تربية الطلاب في معاهد العلم أن نمكنهم وهم في صفوف الدراسة من البحث، فيجب أن نعنى بالبحث غاية العناية، فإنه بالبحث يمكن أن تكون هناك روح تجاوبية بين الطالب وبين المدرس والمربي، وبتمكين الطلاب من البحث يكون التوجيه موضوعيا من المعلم لطلابه في أي مادة لأن كل المواد الشرعية وما في حكمها المقررة تتكامل في بناء الطالب بناء سليما.
هذا ما أردت أن أذكر به الإخوان تذكيرا، وإلا فعندهم وخاصة أعضاء هيئة التدريس أكثر من هذه الملاحظات يدركونها ويعونها، لكني أردت أن تكون هذه الملاحظات تذكيرا للجميع.