وأورد البخاري في باب ما جاء في أن الأعمال بالنية والحسبة قوله عز وجل:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} من سورة الإسراء وقال: "أي على نيته"ثم أضاف الحديث: "نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة"، والحديث:"ولكن جهاد ونية". وفي رواية أخرى:"إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة". وفي ثالثة:"إنك لم تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فِيِ امرأتك".
والمراد بالحسبة والاحتساب: طلب الأجر والتماس المثوبة من عند الله عز وجل دون رياء ولا سمعة.
يقول ابن حجر - نقلا عن ابن المنير -: "إن ما كان من المعاني المحضة كالخوف والرجاء فهذا لا يقال باشتراط النية فيه، لأنه لا يمكن أن يقع إلا معنويا، والنية فيه شرط عقلي، وأما الأقوال فتحتاج إلى النية في ثلاثة مواطن:
- الأول: التقرب إلى الله فرارا من الرياء.
- والثاني: التمييز بين الألفاظ المحتملة لغير المقصود.
- والثالث: قصد الإنشاء ليخرج سبق اللسان".
أما قوله عز وجل:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} فالشاكلة في الآية هي النية كما صح ذلك عن الحسن البصري وغيره وصح عن مجاهد أنها الطريقة، وهو الأكثر، وقيل: إنها الدين، وهي معاني متقاربة.