٥- واقترن باسم (الرحيم) ثلاث عشرة مرة [٦٢] : واقترانه به يفيد أنه مع عزته وقوته وغلبته سبحانه، رحيم بخلقه بمعنى أنه لا يعجل العقوبة على من عصاه بل يؤجله وينظره، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. وقال سعيد بن جبير: الرحيم بمن تاب إليه وأناب [٦٣] ، وقيل: العزيز الذي قد قهر كل مخلوق ودان له العالم العلوي والسفلي - الرحيم: الذي وسعت رحمته كل شيء، ووصل جوده إلى كل حي- العزيز: الذي أهلك الأشقياء بأنواع العقوبات، الرحيم: بالسعداء حيث أنجاهم من كل شر وبلاء [٦٤] .
٦- واقترن باسم (العليم) خمس مرات: واقترانه به يفيد أنه العزيز الذي لا يمانع ولا يخالف، العليم بكل شيء، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وكثيرا ما إذا ذكر الله تعالى خلق الليل، والنهار، والشمس، والقمر، يختم الكلام بالعزة والعلم كما في قوله تعالى:{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[٦٥] كذلك هو العزيز الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة. فجرت مذللة بأمره حيث لا تتعدى ما حده الله لها ولا تتقدم عنه ولا تتأخر، العليم الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والأوائل والأواخر [٦٦] ، كما أنه العزيز الذي قهر الخلائق فأذعنوا له، والعليم بجميع الأشياء، العليم بأقوال المختلفين وعمَّاذا صدرت، وعن غاياتها ومقاصدها، وسيجازي كلا بما علمه فيه [٦٧] .
٧- واقترن باسم (الغفور) مرتين [٦٨] وباسم (الغفار) ثلاث مرات [٦٩] ، واقترانه بهما يفيد أنه مع عزته وغلبته لكل خلقه، فإنه سبحانه يغفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها لمن تاب إليه وأقلع عنها. ويلاحظ هنا أن اسم العزيز اقترن باسم (الغفور، والغفار) وكل منهما صيغة مبالغة على وزن (فَعُول، وفَعَّال) مما يدل على كثرة غفره سبحانه للتائبين المنيبين.