٨- واقترن باسم (المقتدر) مرة واحدة [٧٠] في قوله تعالى: {كَذَّبُوا بِآياتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}(القمر آية ٤٢) ، واقترانه به يفيد أنه العزيز الغالب الذي أخذ المكذبين أخذ عزيز غالب في انتقامه قادر على إهلاكهم لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى [٧١] .
٩- واقترن باسم (الوهاب) مرة واحدة [٧٢] . أي مع أنه سبحانه العزيز الغالب القاهر الذي لا يرام جنابه يعطي بغير حساب [٧٣] ، ويعطي ما يريد لمن يريد [٧٤] عطاء منه وتفضلا من خزائن رحمته التي لا تنفد.
١٠- واقترن باسم (الجبار) مرة واحدة [٧٥] في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ}(الحشر آية ٢٤) ، واقترانه به يفيد أنه سبحانه العزيز القاهر الغالب الذي لا يوجد له نظير، هو العظيم صاحب الجبروت وهي العظمة، والعرب تسمي الملك الجبار، ويجوز أن يكون من جبر إذا أغنى الفقير وأصلح الكسير. ويجوز أن يكون من أجبره على كذا إذا أكرهه على ما أراد، فهو سبحانه هو الذي جبر خلقه على ما أراد منهم، وبه قال السدي ومقاتل، واختاره الزجاج والفراء، قال: هو من أجبره على الأمر، أي: قهره، قال: ولم أسمع فعَّالا من أفعل إلا في جبار من أجبر. ودرَّاك من أدرك، وقيل: الجبّار: الذي لا تطاق سطوته [٧٦] وقيل: الجبار الذي لا يليق الجبروت إلا لجلاله. والجبار المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم [٧٧] وقيل: الجبار: الذي قهر جميع العباد وأذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير ويغني الفقير [٧٨] ، أو الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه [٧٩] .
وهكذا نرى اقتران اسم (العزيز) بعديد من أسماء الله تعالى، يدل على معان سامية، عرضنا بعضا منها فيما أسلفنا من بيان.