للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠- قال: أينعقد نكاح لم يشهده القواري؟ قال: لا، والخالق الباري.

لمعنى القريب للقاري هو نوع من الطير مفرده قارية، يتيمن به الأعراب، والبعيد هو: الشهود؛ لأنهم يقرون الأشياء أي يتتبعونها [١٦] .

يبدو أن الأمثلة قد كثرت فأرجو أن لا تكون قد وصلت إلى درجة الإملال.

ذا ويلاحظ أن الحريري في الغالب يجعل القرينة: الحال أو السياق، أو يضمن الجواب تلك القرينة؛ فالأمر واضح فيما أظن، بهذا لا يحتاج إلى شرح أو بيان.

والحريري لم يكتف بهذه الأسئلة والأجوبة المائة في التورية، ولكن رجع إلى هذه الألوان مرة أخرى في ميدان آخر وهو ميدان الشعر، فأدعوك يا أخي لتقف معي على شيء من ذلك، وهذه الأبيات لا تقل عن الأسئلة التي مرت بنا في الخفاء.

فإلى المقامة الرابعة والأربعين حيث نجده يقول:

١- عندي أعاجيب أرويها بلا كذب

عن العيان فكنوني أبا العجب

رأيت يا قوم أقواما غذاؤهم

بول العجوز وما أعني ابنة العنب

فالمعنى القريب لبول العجوز غير مراد؛ لذلك بادر بنفي معنى آخر قريب منه وهو الخمر؛ فهو أيضا يسمى بول العجوز - وما أجدر به أن يسمى بذلك الاسم -؛ لذلك قال: وما أعني ابنة العنب. فالمعنى البعيد هو ابن البقرة.

٢- وقادرين متى ما ساء صنعهم

أو قصروا فيه قالوا الذنب للخطب

فالمعنى المتبادر للقادر هو ضد العاجز، ولكنه غير مقصود هنا؛ فالمقصود هو: القادر بمعنى الطابخ في القدر، والقدير المطبوخ فيها.

٣- والتابعين عقابا في مسيرهم

على تكميهم في البيض واليلب [١٧]

فالمعنى القريب للعقاب - بضم العين - نوع من الطير، إلا أن البعيد المراد هنا هو: العقاب بمعنى: الراية، وكانت راية النبي صلى الله عليه وسلم تسمى العقاب.

٤- ومُنْدَين ذوي نُبْلٍ بدت لهم

نبيلة فانثَنوا منها إلى الهرب [١٨]