لكن ماذا قال الأشاعرة الذين يدعو لمذهبهم من سبقت الإشارة إليه، يقول صاحب جوهرة التوحيد ص ٥٤:
نزّه القرآن أيْ كلامه
عن الحدوث واحذر انتقامه
يقول الشارح البيجوري - بعد أن ردّ على المعتزلة في قولهم إن القرآن مخلوق، - قال: ومذهب أهل السنة - يعني الأشاعرة - أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرأه فهو مخلوق، لكن يمتنع أن يقال القرآن مخلوق ويراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم؛ لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق، أي الكلام النفسي.
صفة النزول:
أولوها بأن المقصود إقباله تعالى على أهل الأرض بالرحمة، أو أن الله يأمر ملائكة بالنزول إلى السماء الدنيا بهذا النداء والدعاء [٢٠] .
رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة:
أنكرها المعتزلة ردا للنصوص النبوية، وتأويلا للآيات القرآنية، ونفيا للجهة - أي جهة العلو – ومعلوم أن الشيعة والزيدية معتزلة، وأثبتها الأشاعرة مع نفي الجهة.
كما قال صاحب الجوهرة:
ويستحيل ضد ذي الصفات
في حقه كالكون في الجهات
قال الشارح: أي الجهات الست الفوق.. الخ، ولا يستطيع أن يفسر هذه الرؤية إلا الأشاعرة؛ إذ لا توجد ذات ترى، ولا تكون في جهة من الرائي، والحمد لله الهادي إلى التمسك بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.