للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١- (٣٦) أخبرنا مسلم بن الفضل بمكة، ثنا محمد بن عثمان بن إبراهيم القيسي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا أبو بشر، عن الحكم [١١٩] ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الله جل وعز ضرب منكبه الأيمن - يعني آدم - فخرجت كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء؛ فقال: هؤلاء للجنة، ثم ضرب منكبه الأيسر فخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء؛ فقال: هؤلاء للنار، ثم أخذ عهودهم على الإيمان، والمعرفة والتصديق له كلهم وأشهدهم على أنفسهم فآمنوا وصدقوا وعرفوا وقروا [١٢٠] .

قال أبو عبد الله: واختلفوا في معنى الإجابة لما أخذ عليهم الميثاق؛ فقال عامتهم: أجابوا كلهم طائعين غير مكرهين، رواه الربيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبي قال: أقروا له يومئذ بالطاعة [١٢١] . وكذلك غيره من التابعين.

قال أبو عبد الله: وقال غيره أجابوا على معنى الوحدانية أنه ربهم، لا يسأل كافر ولا غيره إلا قال: ربي الله [١٢٢] .

١٢- (٣٧) أخبرنا علي بن العباس بغزة، ثنا محمد بن حماد، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد يعني ابن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [١٢٣] قال: فمسح الله جل وعز صلب آدم عليه السلام فأخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى يوم القيامة، وأخذ ميثاقهم أنه ربهم؛ فأعطوه ذلك؛ فلا يسأل أحد كافر ولا غيره: من ربك، إلا قال: الله ربي.

وقال السدي: بل أعطاه طائفة طائعين، وطائفة مكرهين [١٢٤] .

(البقية في العدد القادم)


[١] مصادر ترجمة ابن مندة:
١- سير أعلام النبلاء ١١/ ورقة ٧- ١٠ خ / المجمع اللغوي بدمشق.
٢- تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/ ١٠٣١ ط الثالثة سنة ١٣٧٦هـ.
٣- البداية والنهاية ١١/ ٣٣٦ ط الأولى سنة ١٩٦٦م.