لقد أثبتت التجارب أن كثيرا من التشوهات الحلقية في الفم والفكين سببها الرضاعة الصناعية، وتكون النتيجة عدم الانتظام في مواضع الأسنان، وبروز بعضها والتصاق بعضها ببعض بطريق غير طبيعية ولا منتظمة، وهذا يؤثر مستقبلا على سلامة الأسنان، وتكون عرضة للتسوس أكثر من غيرها، كذلك فأحيانا لا تنبت الأسنان في أماكنها الطبيعية، وربما لا تظهر وتظل مدفونة في عظام الفك، ويكون سببا في صداع دائم أو التهاب يؤدي إلى كيس حول السن المدفون، وربما إلى مرض خبيث.
وبالنسبة للأم فرضاعتها لطفلها سلامة ووقاية لها من أورام خبيثة تتعرض لها، أو اضطرابات في هرمونات الجسم.
أشياء كثيرة لا أستطيع حصرها في هذا المقال نتيجة للرضاعة الصناعية، ولست مبالغا إذا قلت إنها تؤثر على ذكاء الطفل ونشاطه، فلنتدبر أمور ديننا؛ يقول الله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} ، والحولان زمن يكفي للأمور التي ذكرتها واكتشفها العلم الحديث، وفي عامين من عمر الوليد يكتمل ظهور أسنانه وأضراسه اللبنية، ويصبح قادرا على أن يأكل المواد الطبيعية، فلنعود أولادنا ولنعلمهم من القرآن والسنة، إننا في كل يوم نتجه إلى الله سبحانه وتعالى في صلاتنا خمس مرات، نتوضأ فيها ونغسل أفواهنا، إنها نظافة وتطهير للفم، ولنتعود أن تكون لنا مواعيد منتظمة في تناول وجباتنا، والمعدة بيت الداء، وليكون لنا في رسول الله أسوة حسنة، فحديث الرسول عليه الصلاة والسلام:"ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه.." الحديث، ولنكن معتدلين في تناول أطعمتنا وشرابنا، وفي قول الرسول عليه الصلاة والسلام:"نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"، وعلى هذا فلسنا في حاجة إلى الطبيب؛ عندما أهدى المقوقس للرسول عليه الصلاة والسلام طبيبا وجارية ودابة، فقبل اثنين ورد الطبيب وقال حديثه السابق.