وهناك نقطة أخيرة نختم بها الحديث، وهي ماذا يحدث لهذا الجهاز العصبي الذي تفضل الله به علينا وأمرنا بالمحافظة عليه، ماذا يحدث له إذا شذّ الإنسان عن نهج الله وخالف أوامر ربه؟
الإجابة عديدة ومتفرعة وسنقتصر على جزء قليل من ناحية واحدة فقط، وهي تأثير الخمر على ذلك الحهاز العزيز.
فالخمر كما هو معروف في اللغة خمر الشيء: ستره، خمر وجهه أي غطاه، فماذا تفعل الخمر؟ إنها تستر وتغطي هذا الجهاز الدقيق فيختل عمله وتعتل وظيفته، سواء كان هذا المسكر له تأثير مباشر بسمومه على الجهاز العصبي حيث يسبب ضمورا لخلايا المخ والمخيخ والعضلات، أو كان تأثيرها بطريقة غير مباشرة على الجهاز العصبي، وذلك لما تسببه من نقص في بعض مجموعة فيتامين ب المركب، (وذلك لما ينتج عنها من التهابات في جدار المعدة والأمعاء وسوء الامتصاص من الأمعاء، وكذلك لأن الخمر (الكحول) ذات سعر حراري مرتفع يحتاج لأكسدته كميات كبيرة من فيتامين ب المركب) ، وإذا ما حدث هذا النقص أدى إلى أمراض كثيرة وعديدة منها التهابات الأعصاب سواء كانت هذه الأعصاب مخية أو نخاعية أو ذاتية.
وما نراه عند المدمنين من ارتعاش في اليدين، وحالات الهلوسة (حيث يتخيل المريض أن أمامه أشباحا يراها بعينه، ويسمع أصواتا لا وجود لها، ويشم روائح كريهة لا أساس لها، وهكذا تصبح حياته كلها في خيالات وأوهام مخيفة) ، وكذلك ما نراه من حالات الصرع والتشنجات لما تسببه من تهيج لخلايا المخ، فإن الإنسان إذا ما وصل إلى هذه المرحلة، فإن العلاج يتطلب جهدا خارقا وتخصصات دقيقة وإمكانات لإنقاذه، وربما مع كل هذا لا يتم شفاؤه.