للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفتحت الباب على مصراعيه للكتل الدولية للتنازع على خيرات الأمة الإسلامية كل يدخل تحت شعار من الشعارات التي اعتنقها فريق من أبناء المسلمين، وهكذا غدت هذه المنطقة الحساسة من قلب الأمة الإسلامية مسرحا لقوى الشرق والغرب، وبركانا يوشك أن يدمر كل شيء.

ولقد اتضح للناس بعد تجارب عديدة أن أي نظام لأمتنا الإسلامية يقوم على غير أسس القرآن ومقاصده ستعصف به أساليب العصر، وسيكون مرتعا للشهوات وأهلا للخيانات وسلعة رخيصة في يد العابثين.

إن الإنسان الذي يثبت في الشدائد لابد أن يبنى من داخله بالعقيدة التي تحقق مراقبة الله وخشيته؛ {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} ، ويرتبط السلوك دائما بالعقيدة فلا تجد وسائل الأعداء منفذا إلى النفوس الغالية المتحصنة بإيمانها، وإنما تنفذ وسائل الأعداء إلى النفوس الرخيصة التي دمرت من داخلها؛ إن جميع القيم والفضائل ترتبط كل الارتباط بالعقيدة وتقوم على هذا الأصل الثابت.

وحيث تهبط القيم وتسيطر الأهواء والشهوات يجد العدو مجالا خصبا لتحقيق مآربه بشراء العملاء والخونة الذين يبيعون أمتهم بلذة عاجلة أو منفعة زائلة، وحيث يقوى الجانب الأخلاقي المستمد من الإيمان بالله يجد العدو نفسه في مواجهة بنيان قوي وصف تطيش أمامه سهامه وتتبدد أحلامه.

وهذا حكم الله فينا وسنته التي جرت وتجري في جميع أمورنا؛ ما انتصرنا في معركة قط حتى ننصره في أنفسنا بتغليب أمره على هوانا.

إن الاستمساك بالأصل الثابت يتوقف عليه مصير أمتنا وبقاؤها وأن لا شيء على الإطلاق يمكن أن نحتمي به أو نركن إليه إذا نحن بَعُدنا عن هذا الأصل أو تنكرنا له.