كلمة الإسلام أخوة صادقة تستمد أصالتها من الإيمان بالله ووحدة متماسكة، تستمد حياتها من عبادة الله الواحد الأحد وعدم الإشراك به وتعاون أصيل مبصر واع يعرف ما تزخر به أمتنا من نعم تفوق الحصر؛ ثروات طبيعية مكنوزة، مدد بشرى هائل، مركز استراتيجي حساس، وقبل هذا كله عقيدة إسلامية موحدة، تحرك النفوس للعمل في إطار شريعة ربانية معمرة.
كلمة الإسلام تبرز إلى عالمنا المعاصر أمة الإسلام كقوة عالمية يستقيم بها الميزان المضطرب؛ تجمع الشمل وتحقق التعاون وتصلح ذات البين.
كلمة الإسلام تبطل الباطل وتنصر الحق حيث كان.
ومهما طالت الأيام أو قصرت فإن هذه الكلمة بمدلولها العملي ستقال؛ لأن إدراك ما تعنيه قد سرى في وجدان هذه الأمة وفي النبت الصاعد منها، وغدا فكرا أصيلا تحمله الكلمة وتتحرك به النفوس، والأفكار لا تحبس والعقائد لا تؤسر، ومداولة الأيام تأبى أن يبقى الناس على حال واحد، وصراع الحياة يدور أمره بين عسر ويسر وشدة ورخاء، ولا نجاة إلا بالصدق مع الله وعدم الإصرار على مخالفة أمره.
وكل ما نذكره من أسباب الوحدة يرجع إلى إعداد المسلم الصادق مع الله في خطئه وصوابه، وهذه الوحدة ليست باغية ولا متسلطة، وإنما عاملة في إسعاد البشرية كلها بإعلاء كلمة الله وتلك غايتها، وبها ترفع الرؤوس المنكسة أمام أصنام الهوى، وتعز النفوس الموزعة الضائعة التي سلبت حقوقها وديست كرامتها، وينصف الثكالى والمتشردون من تجار الدماء والخراب، ويعاد للناس أمنهم المفقود وسلامهم المضيَّع، بها ينصف المظلوم ويؤخذ على يد الظالم، ويوقف حق (الفيتو) حق مصادرة العدل وإقرار الظلم، ومن أجلها تتحرك أمة الجهاد لتغيث المظلوم وتجيره بنجدة صادقة؛ تؤدب الظالم في عقر داره وهي لا ترى لنفسها حظا إلا فيما عند الله ولا تعلقا إلا في مرضاته.