للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يقتصر الأمر على العرب، بل نبغ كثير من الموالي وأبنائهم ممن وحد الإسلام بينهم وبين العرب، من أمثال نافع مولى عبد الله بن عمر وراوي أحاديثه، وسليمان بن يسار الذي كان والده مولى لميمونة أم المؤمنين، وربيعة الرأي شيخ الإمام مالك، أما في مكة فعكرمة مولى عبد الله بن عباس وراوي أحاديثه، ومجاهد بن جبير مولى بني مخزوم، وعطاء بن رباح مولى بني فهر، وغيرهم كثير، وعرف في مصر يزيد بن حبيب مولى الأزد وأستاذ الليث بن سعد، وكان مفتي أهل مصر، وهو من شمالي السودان من (دنقلا) ، وفي الشام مكحول بن عبد الله، أستاذ الأوزاعي، وفي الكوفة سعيد بن جبير، وفي البصرة محمد بن سيرين، والتي كانت أمه مولاة أبي بكر، والحسن بن يسار مولى زيد بن ثابت، أما من كانوا من أبوين أحدهما عربي والآخر عجمي فكثيرون، منهم القاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طال (زين العابدين) ، وغيرهم كثير.

والمعروف أن التعليم كان يمارس في عهد الخلفاء في المساجد؛ فقد أرسل عمر بن الخطاب لأهل البصرة من يفقههم، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثر عنه قوله: (علموا أولادكم السباحة والفروسية، ورووهم ما سار من المثل وحسن الشعر) [٢١] .