أوّلها: اهتمام الخلفاء بالنواحي العلمية؛ فقد عرف عن معاوية استدعاؤه في مجلسه للأدباء والعلماء؛ ليقرؤوا له تاريخ العرب وأيامهم، وتاريخ الفرس والروم وحكامهم ونظم إدارتهم.
أما العامل الثاني: فهو استمرار الاهتمام بالعلوم الدينية، وتفرق الصحابة في الأمصار حيث كونوا مدارس وتلاميذ ينقلون العلم عنهم من جيل التابعين وتابعيهم.
ثالثا: ظهور المدارس المختلفة في علوم الحديث والفقه واللغة في المدينة المنورة والكوفة والبصرة ومصر، وكان من أبرز علماء مدرسة الحديث والفقه محمد الباقر وابنه جعفر الصادق وسفيان الثوري ومالك، كما ظهر في العراق مدرسة أبي حنيفة، وعرفت مدرسة العراق بالرأي وإعمال القياس في القرنين الأول والثاني وكثير من التابعين ينتمون إليها ومنهم الحسن البصري.
ولم تكن المذاهب الأربعة قد تكونت في القرن الأول، ولكن ولد إمامان من الأربعة في أواخر الدولة الأموية، وهما الإمام أبو حنيفة الذي ولد عام ٨٠هـ، ومالك الذي ولد عام ٩٦هـ، وامتاز مذهبه باعتماده على الحديث وعمل أهل المدينة.
أما اللغة والنحو فقد ظهرت عدة مدارس أشهرها مدرستا البصرة والكوفة، وقد اشتهر من الأولى عيسى بن عمر الثقفي أستاذ الخليل بن أحمد، وسيبويه ويونس بن حبيب والأصمعي وغيرهم، أما الثانية فعلى رأسها الكسائي والفراء وغيرهما.
وقد تطور منهج التعليم في هذا العصر من حيث المحتوى؛ فشمل - إلى جانب القرآن والحديث والفقه واللغة - العلوم الطبيعية والرياضية.
وقد صاحب التطور في المنهج تطور في مفاهيم التعليم وطرق التعلم وأساليبه.
وكان من نتائج ذلك كله أن بدأت النظريات التربوية تتبلور وتتضح، والمدارس التربوية تتميز.