ثم أضاف قائلا:"لم يكتسح الإسلام القبائل والشعوب اكتساحا ولا أدرجها إدراجا في أول دخوله، ولكنه تسلل فيها تسللا قد يتسرب إلى ناحية دون الأخرى، فتكون بجوار قبيلة مسلمة قبيلة أخرى كافرة، أو تكون في قبيلة واحدة مدينة مسلمة وبجانبها مدينة وثنية "[١] .
بعض من آثار تمسكهم بالدين الإسلامي [٢] :
تعلم المسلمون الدين وما يتعلق به من أركان وقواعد، ثم تمسكوا به حق التمسك كما أنهم لم يزالوا يقيمون الشعائر الدينية.
بنوا مساجد ومدارس كثيرة، وبنوا كذلك مساجد جامعة، وفي (كنو) مسجد جامع مشهور، وفي سكوتو اثنان وفي كادونا اثنان، وفي لاجوس كذلك مساجد جامعة عدة، وكذا في أبادن التي يبلغ سكانها ٦٠٠,٠٠٠ مما يدل على اهتمامهم البالغ بالدين وشعورهم الحي وإيمانهم الراسخ برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
أيام العيد في نيجيريا:
بهذا المشعر العظيم والذكرى الجليلة يستبين للقراء اهتمام مسلمي نيجيريا بدينهم وشعورهم المشكور نحو إحياء ذكرى ذلك اليوم الكبير الذي فرج الله تعالى فيه عن سيدنا وأبينا إبراهيم بكبش عظيم.
وإن أتيحت الفرصة للقراء فنيجيريا ترحب بهم وبشهودهم عيد الفطر أو الأضحى فيها.
يستقبل المسلمون عيدهم وهم في غمرة من الفرحة والبشر، وقبل حلوله بأسبوعين تقريبا تزين المدن كلها بأنواع من أدوات التجميل، مثل إنارتها بأنواع من مصابيح ملونة، وتعليق أعلام نيجيريا التي تتمثل في قطع صغيرة من الثياب في أكثر هذه المدن، ثم تصلح الشوارع وتمهد من جديد، وتوضع وسط كل مفترق من الطرق لوحات تحمل هذه الكلمات وأشباهها:"كل عام وأنتم بخير"، "مع تمنيات طيبة بالعام الجديد"، "عدت ياعيد مرة ثانية"، "عيد أولاد وأموال وسلامة"، وهلم جر.
يخيط المسلمون لأنفسهم وأزواجهم وأولادهم أفخر الملابس، ويشترون الأحذية وغير ذلك من حلى فاخرة جميلة وخمر أنيقة زيادة على زينة العيال.