ولا ينفرد أهل المدن بهذا كله، بل يشاركهم أهل الريف فيه كذلك، بحيث يرجع كبيرهم وصغيرهم ويئوب قويهم وعجوزهم إلى المدينة لمشاركة بعضهم بعضا في أفراحه وابتهاجاته، حتى ليكاد يحمل مريضهم إليها لشدة كراهتهم البقاء في القرية، لذا تمتلئ المدينة بالناس والزوار والمهنئين من كل جانب، ويتطلعون جميعا إلى مجيء ذلك اليوم الكبير، يوم تخلو البيوت من سكانها صباحه، وتتضايق الطريق بالعائدين من المصلى ضحاه، وبجم غفير من الزائرين المهنئين أمسيته وعشيته.
ذلك اليوم الذي يخرج المسلمون فيه إلى ميدان الصلاة متتابعين كالجراد المنتشر، تتوحد صفوفهم كما تتساوى أصواتهم في ذكر الله تعالى الذي أنعم بالبقاء إلى ذلك اليوم، منهم ركاب الخيل والدراجات والسيارات، ومنهم رجالة لا يسأمون المشي ولا يتعبون من التهليل والتسبيح..يجتمعون في المصلى وهم أجناس عديدة وقبائل شتى، وحدهم فيه الإسلام وجمعهم في الصفوف أداء لصلاة العيد المبارك واقتداء بسنة نبينا محمد عليه أطيب الصلاة والسلام.
وفي هذا اليوم السعيد والناس كلهم يتركون أعمالهم وحرفهم ويغلقون مصانعهم، ويعطلون المدارس والإدارات الحكومية وغيرها حرصا على إحياء هذا المشعر العظيم.
صلة المسلمين بالمسيحيين:
يعيش المسلمون في نيجيريا في جو من المحبة والأخوة الإسلامية، وأحوالهم مع المسيحيين أو الوثنيين سيئة جدا، لا يسالمونهم ولا يوادونهم فضلا عن الجلوس معهم.
ويضطر لأجل ذلك من يقاربهم من المسيحيين إلى الانفراد بالسكن مع ما له وما عليه.
ويبتعدون عن عبدة الأوثان أشد ابتعاد لقبح حالتهم وعاداتهم التي منها وضع بعض الأطعمة عند مفترق الطرق في صحون مزينة بزيت أحمر مع مبلغ من النقود، وإن مر بالصحون من المسلمين كسرها ووضع على الزيت التراب مبغضا هذه الحالة الكريهة المنتنة وهذا الشرك الأكبر.