للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا عاد واضع الطعام وجاعل النقود ولم يعثر على شيء ورأى ما حل بالصحون من كسر طار فرحا وضحكا مغتبطا قائلا: إن الأوثان أكلته بل قبلته!، ولولا حسن تصرفاته وحركاته ما رحبن بتضحياته وقربانه، ولا يبالي بالصحون المكسورة الملوثة بالتراب مع أنه يرى ذلك.

والمسلمون (أعانهم الله) لو شعروا بإفساد المسيحيين وفحشهم بجوارهم لنهوهم عن ذلك ولا جروا عليهم كل ما نص عليه الدين من هجران وإعراض وعدم السلوك في مسالكهم.

والغريب أنهم يشاركوننا في كثير من أفعالنا دون الصلاة ولا يعتنقون الإسلام إلا نادرا، بل يعملون ليلا نهارا على أن يتحول المسلم إلى المسيحية.

وأبناء الوقت مع شديد الأسف لا يتخذون من ذلك عبرة بل يصبحون ضعفاء أمام حيلهم ومكايدهم، فينضمون إليهم لسهولة دينهم وخلوه من التكاليف على زعمهم؛ وغالبا يحدث هذا لأبنائنا الذين يتلقون دروسهم في أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وغيرها.

هذا وكثير ما يجالس المسلم أضداده في الدين في المدارس والإدارات الحكومية مع مراعاة حقوق بعضهم بعضا بحيث لا تحصل مشاغبة ولا مشاجرة.

وقد جالست المدرسين والمدرسات المسيحيين إذ كنت مدرسا معهم أدرس اللغة العربية في مدرسة ثانوية تدعى: "المدرسة العالية الإسلامية"، وأخرى مدرسة: "عصابة الدين العالية للبنات"، وأكثر الدروس تتلقى بالإنجليزية.

قل المسيحي من الطلاب والطالبات وقل المسلم من المدرسين والمدرسات إذ كنت الوحيد المسلم ضمنهم، العميد والعميدة مسيحيان والمدرستان كما استبان من اسميهما لجمعيات مسلمة.