للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن هناك مشكلة هامة وصعبة، تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة، إن الاختلاف عظيم لدرجة أنه لو قوبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً بها، فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا.

"ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك". وبالنسبة لموضوع التحريف وإدخال كلمات في النص، فإننا نقرأ الآتي:

"أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل (بولس) إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إضافة أو إدخال فقرات بأكملها" [١] .

إن نصوص جميع المخطوطات في العهد الجديد تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ، ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاءً، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية. إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المثقفين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.

نذهب الآن لدراسة الصورة العامة للأناجيل

وهذا الذي أقوله ليس قولي:

"إن القول بأن "متى" "ولوقا"استخدما إنجيل "مرقس"أصبح على وجه العموم مسلماً به، ولكن بجانب إنجيل "مرقس"فلا بد أنهما استخدما وثيقة أخرى يشار إليها الآن بالحرف (u) الذي يرمز لكلمة "المصدر"كما استخرجت من الكلمة الألمانية التي تعطي هذا المعنى.