بالنسبة لإنجيل "مرقس " يقول " هارجارد " حوالي عام ١٣٥: " في الواقع أن مرقس الذي كان ترجماناً " لبطرس " قد كتب بالقدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل من أعمال " يسوع " وأقواله، ولكن دون مراعاة للنظام، ولقد حدث ذلك لأن "مرقس " لم يكن قد سمع " يسوع " ولا كان تابعاً شخصياً له، لكنه في مرحلة متأخرة قد تبع " بطرس "، ويتفق مع (قول بابياس) هذا ما اقترفه " أرمنيوس " في قوله: " بعد موت بطرس وبولس فإن مرقس تلميذ بطرس وترجمانه سلم إلينا كتابة ما صرح به بطرس، لم يوجد أحد بهذا الاسم –اسم مرقس- عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة " بيسوع " أو كانت له شهرة خاصة بالكنيسة الأولى.. ومن غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأن يوحنا هو مرقس المذكور في " أعمال الرسل " ١٢/١٢، ٢٥ أو أنه مرقس المذكور في رسالة الرسل الأولى ٥/١٣ أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس (في ٤/١٠) لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط بما ورد ذكره في العهد الجديد إنما ترجع جميعها لشخص واحد له هذا الاسم. ولكن عندما نتذكر أن اسم "مرقس"كان أشهر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرمانية، عندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة.