ونظرة واعية إلى ميدان الصراع الفكري الراهن، سواء على النطاق الأرض العربية وحدها، أو على مستوى العالم الإسلامي كله تكشف للمبصر هذه الحقيقة على أتمها إذ تُريه أعداء الإسلام على اختلاف هوياتهم وتبعياتهم للصليبية المحلية، أو اليهودية العالمية، أو الشيوعية المفترسة، أو الوثنية الحاقدة، قد شرعوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة، أمام انتفاضة الفكر الإسلامي، الذي أخذ يكتسح بأشعته قطع الظلام التي دسها الغزو الشيطاني في غيبة الوعي الإسلامي، كما اكتسحت عصا موسى (عليه السلام) حبائل السحرة التي خُيِّل للناظرين أنها تسعى، وحسبنا شاهداً على ذلك معارض الكتاب الإسلامي التي تنهض هنا وهناك وهنالك، فتلقى من إقبال القراء على اختلاف مستوياتهم ما لا يحضى ببعضه كل نتاج الفكر الهدام في عالم الإسلام
* أجل.. لقد أثبت الأدب الإسلامي وجوده حتى اليوم شامخاً متألقاً في كل فنون الأدب، ففي حلبة الشعر يعلو صوت إقبال كل ما عداه من أصوات الشعراء العالميين، ليس فقط بالأسلوب الفني الذي تستأثر به لغة الشعر في كل لسان، بل بالروح الإيماني الذي يخترق بأسراره جدران الباطل ليستقر في القلوب، نوراً يضيء، وطاقةً تُحَرِّك، وحُبًّا تتلاشى في طريقه الحواجز، ليشعر كل مسلم في الأرض أنه عضو في جسد يشمل كل مسلم على وجه الأرض، وعلى سَنَن إقبال تنطلق مواكب الشعر الإسلامي لتوقظ ما غفا من مشاعر الإيمان، وتُثير العزائمَ الفتية للاندماج في كتائب الجهاد الزاحف لمكافحة الطغيان في كل مكان وزمان.