وفي الطريق نفسه مضى النثر الإسلامي يصور مشكلات الحياة قاطبة: تدغدغ الضمائر، وروايةً تجسم المنظور الإسلامي في أعماق المشاعر، وبحثاً يكشف الحقائق في ضوء الوحيين، ليأخذ بأيدي التائهين إلى ساحة النور، ومقالةً تعالج مشكلات الإنسان في مسيرته اليومية، فتفتح الأعين على كل ما هو بحاجة إليه من ألوان المعرفة المضيئة، ولا حاجة لاستقصاء الفنون التي يحقق بها الأدب الإسلامي رسالته في عالم الكلمة، لأن استقصاء ذلك فوق حدود الطاقة، وقصارى القول: أن الأدب الإسلامي قد استعاد بفضل الله، ثم بهمم الصفوة من موهوبي المؤمنين، الكثير مما فقده من أسباب التفوق، ولا تزيده التجارب اليومية إلاَّ نشاطاً ودَأْباً في هذه السبيل المَهْدِيُّ بنور الله، على الرغم من مئات العقبات التي تقيمها في طريق الحق الأيدي الملوثة بجراثيم الشيوعية، والقوى المسخرة لأهواء الظُّلام من طواغيت الحكام، وبخاصة أن هذه الأيدي هي التي تقبض على مخانق الوسائل الإعلامية مقروءةً ومسموعةً ومرئيةً في معظم بلاد المسلمين فتسخِّر كُل شيء لخدمة أنصابها، حتى لتجعل من المسخ الهزيل الكبير العمالقة، ومن ألد أعداء الإسلام داعيةً، يستحق ألوان التقديس، ثم زاد اضطرب الرؤية لدى الجماهير المتأثرة بالإعلام المضلِّل، ذلك التكريمُ الذي توجهه السياسة المكيافيلية لقادة الفكر التخريبي، إذ يدعون المشاركة في كل مؤتمر يحمل اسم الإسلام، ثم ينفضُّون ليستأنفوا حربهم للإسلام شريعةً وتربيةً وتعليماً وإعلاماً، وكأنهم أخذوا من وجودهم في تلك المؤتمرات تفويضاً بمواصلة مساعيهم الشيطانية لتهديم كل ما هو إسلامي، وتنشيط وتشجيع كل ما هو مضاد لحقائق الإسلام ...