للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* ولا أكشف سراً إذا ذكَّرت بآخر ما يشهده عالم الإسلام، من تلك المواقف المشبوهة، حيث طُرحتْ قضية الغزو الشيوعي لأرض الإسلام في الأفغان الشقيقة، فوقف هؤلاء ينافحون عن فجائعه بكل وقاحة، وفي مجتمع آخر قريبٍ حيث طرحت قضية تطبيق الشريعة الإسلامية، فكان أن وقف ممثل لإحدى الدول المشاركة فيه باسم الإسلام، ليعلن على رؤوس الأشهاد أنه لا يوافق على هذا الطلب، ولكن شاء الله أن يجعل من تلك المفارقات قوة جديدة للدفع الإسلامي، إذ ساعدت على تمييز الراشد من الضائع، فشدَّتْ أواصر أهل الإيمان، وأبرزت انعزالية المعادين للإسلام، وكان أعظم رد فعلٍ لموقف ذلك الرافض لحكم الله، هو الذي قدمه ممثل نيجرية المسلمة في التعقيب على ذلك الكفر الصراح، يقترفه وزير لأوقاف إسلامية، أول واجبه هو احترام عقيدة شعبه، وتسخير كل مقاومات منصبه لإعلاء كلمة ربه، فكان الرد النيجري، تذكيراً حكيماً بقوله تعالى في أمثاله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} (٤-٥٩) .

ولن يقل عن هذا وذلك تلك الحملة الطائشة التي تنطلق اليوم في وجه السنة النبوية حيث يقحم رجل نفسه في مالا صلة له بعلمه، فينكر، ويفتي، ويسفه، ويريد بذلك أن يجد جيلاً من المنتفعين بما لديه من مال المسلمين يصلح لإفساد الإسلام، وهو يظن، إذا أحسنا الظن، أنه يعمل كل ذلك في خدمة الإسلام..