(٨) الطفل المسلم هو إنسان الغد الذي سيتعهد البناء الاجتماعي بالإعلاء أو التدمير، وقد أهملناه طويلاً فلم نسعفه بالتوجيه الإسلامي الحافظ، ولم نقدم إليه من المنشورات ما يحبب إليه القراءة، والقراءة الإسلامية بوجه خاص، ومن المؤسف القول بأن ما تقوم به بعض المجلات الإسلامية من محاولات لسد هذه الثغرة قلما يراعي استعداده الفطري والبيئي، وبذلك يظل عرضة للمؤثرات غير الإسلامية، ولا سيما بعد تسلط التلفاز والفيديو والوسائل الإعلامية الأخرى على جو المنزل، وهذا يقتضي من كتاب القصص الإسلامي بوجه خاص إعادة النظر في هذا الجانب، وبذل الوسع لإيجاد البديل الإسلامي الجذاب، الذي يجب أن يأخذ سبيله إلى الطفل والبيت عن طريق هذه الأجهزة الحديثة بأي ثمن، ولئن كان بعض هذه الأجهزة مغلق النوافد والأبواب بوجه الإسلاميين فإن بعضها الآخر مفتوح ولله الحمد، وقد بدأ يبذل رعايته لهذا النوع المنشود من الأدب الرفيع في مسلسلات معتبر من التجارب الناجحة في هذا الميدان. فما على القاصّ الإسلامي إذن إلا إبداع الروائع لتأخذ طريقها إلى تلك الميادين، محفوقة برعاية المؤمنين من ذوي النفود الفعال في تلك الأجهزة.
(٩) للقلم المسلم جولاته المشرقة في كل جانب من عالم الإسلام، فهناك القصة الجيدة، والمقالة البارعة، والبحث النافع، والمؤلف الفخم العميق، ومن الظلم لهذا الإنتاج الكريم أن يُحبس في نطاق اللغة التي أنشئ فيها. ومن فضل الله أن كثيراً من هذه الكرائم قد أخذت سبيلها للترجمة إلى مختلف لغات المسلمين، وكان لها الفضل الكثير في توثيق عرى الأخوة بين أعضاء الجسم الإسلامي، وهذا ما يؤكد الحاجة إلى المزيد من هذا المجهود المحمود.