قال الشيخ أبو الحسن الشهراباني:"أول من أظهر علم المناسبة ولم نكن سمعناه من غيره هو الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري [٥] ، وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه الآية؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة".
من أفرده بالتصنيف:
لقد أفرده بالتصنيف الأستاذ أبو جعفر بن الزبير [٦] شيخ الشيخ أبي حيان في كتاب سماه: (البرهان في مناسبة ترتيب القرآن) ، والشيخ برهان الدين البقاعي في كتابه:(نظم الدرر في تناسب الآي والسور)[٧] ، والسيوطي في كتابه:(أسرار التنزيل) ، و (تناسق الدرر في تناسب السور) ، و (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع) ، وأبو الفضل عبد الله محمد الصديق الغماري في كتابه:(جواهر البيان في تناسب سور القرآن) ، وللمولوي أشرف علي التهانوي كتاب أسماه:(سبق الغايات في نسق الآيات) ، وللمعلم عبد الحميد الفراهي كتاب أسماه:(دلائل النظام) ، وإن كان النظام عنده أعم من المناسبة كما سيأتي.
من عرض له من المفسرين:
ممن اعتنى بالمناسبة من المفسرين الإمام الرباني ابو الحسن علي بن أحمد بن الحسن البخيبي اليمني الحرّالي، نزيل حماة من بلاد الشام في تفسيره الذي يقول فيه البقاعي:"... فرأيته عديم النظير، وقد ذكر فيه المناسبات، وقد ذكرت ما أعجبني منها وعزوته إليه".
وابن النقيب الحنفي في تفسيره، وهو في نحو ستين مجلدا، يذكر فيه المناسبات بالنسبة إلى الآيات لا جملها وإلى القصص لا جميع آياتها.
والفخر الرازي في كتابه:(التفسير الكبير) ، وأبو السعود في تفسيره، والمراغي في تفسيره، والزمخشري في الكشاف، والسيد رشيد رضا في تفسير المنار، والمخدوم المهايمي الهندي في تفسيره:(تبصير الرحمن وتيسير المنان) ، وسيد قطب في كتابه:(في ظلال القرآن) .