للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تذكر الأمانة في موضع آخر من القرآن وأنها أحد الأسباب القوية في تطهير الروح وتزكية النفس من داء الشح ومرض الهلع. وذلك من سورة المعارج. كما ذكرت في سورة المؤمنون وأنها أحد موجبات الجنة ومقتضيات دخولها والأسباب المورثة لها. وفى السنة النبوية تصريحات خطيرة في شأن الأمانة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم. "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" رواه أحمد وابن حبان وغيرهما وعلم عليه بالصحة في الجامع الصغير. ومعناه ظاهر، فإن الذي لا يحفل بالأمانة ولا يهتم برعايتها حتماً سيؤدى به ذلك شيئاً فشيئاً حتى يسلب الإيمان. والعياذ بالله تعالى، لأن المعاصي بريد الكفر كما يقولون، وهو الواقع.. وكمضيع الأمانة ناكث العهد فإن نكث العهود والاستمرار على ذلك لم يبق للعبد ديناً يدين به الله تعالى، وذلك لعدم احترامه لالتزاماته مع الله ومع الناس. وما دام لم يلتزم لله بطاعة، ولا لعباده بحق، فماذا بقى له من الدين؟ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له".

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تَخُنْ من خانك" [٢] . فإنه صلى الله عليه وسلم لم يأذن للمؤمن أن يعاقب من خانه بخيانة مثل خيانته، وذلك خشية أن يؤدي استعمال الخيانة ولو مرة واحدة وقصاصا أيضا لا ابتداء، خشية أن يؤدي إلى أن تصبح الخيانة خلقا للمؤمن فيسلب إيمانه ويهلك.