للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بعض النائمين على المقاعد المجاورة لنا ينام فيشخر حتى يكاد يقفز، فيقع رأسه علي، ثم يقوم قليل ثم يعود، وكان زميلي يقوم ليستفسر عن وقت وزن العفش والإجراءات اللازمة ثم يعود.

* الكرتون أم الحقائب:

ورأيت أربعة من الشباب يقف كل منهم وراء الآخر، والخامس جلس بجانبي وأخذ يكلمني بلغته، وكنت قد سمعت من الهنود والباكستانيين كلمة نفعتني مع هذا الشباب، قلت له معلوم ني، أي لا أفهم ما تقول، ولكنه كان مصمما على مخاطبتي، وكأنه عين للجلوس معي لكونه يتكلف النطق ببعض الكلمات العربية يلهيني بها، وجماعته يفعلون ما يريدون فقال: أنا شويه كلام عربي: قلت له كيف تعلمت ذلك؟ وأنا أنظر إلى زملائه وهم يقتربون الواحد تلو الآخر، فإذا رأوني التفت نحوهم وقفوا.

قال: أنا في الرياض كنت هناك.

قلت: ماذا تعمل؟ قال: كنت بقالة هناك، أحمل كرتون، ثم سكت عنه، ولم أتكلم معه، ولم التفت إليه، لأني خشيت أن يحمل زملاؤه حقائب بدل الكرتون، وعندما يئسوا مني قام هو إليهم، وأخذوا يتهامسون وهم منصرفون عني، وجاء الزميل وأخبرته بالأمر، وكان هناك أيضا غير هؤلاء يحاول الاقتراب بحجة أنه يريد العربة ولكني صرفته بقوة.

وهكذا بتنا في مطار كراتشي إلى الساعة الخامسة والنصف صباحا وبدأ الناس يتحركون لإجراء اللازم، وزن العفش، وختم الجواز. فدخلنا إلى القاعة التي فيها إجراء تلك المعاملات، ووزن العفش ولأول مرة في رحلتنا يوزن العفش، لأن الشركات الأخرى تقرر للراكب ثلاث حقائب، فإذا زادت عن الثلاث بعد ذلك تزن عفشه. وقال الموظف لزميلي زاد عن الوزن المقرر خمسة كيلو فقال الزميل مشيها فمشاها، وكانت مخالفة للنظام ولكنها مشت.

موظف ثقيل: