للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبدأ طابور المسافرين يتزاحم، كل واحد يريد أن يسبق من قبله، والعدد كبير، والإجراءات يقوم بها اثنان فقط، وكان أحدهما ثقيلا في إجراءاته فوضويا في تنظيمه، فكان من مدّ له جوازه أخذه ويتأمل الجواز ثم البطاقة المرفقة سطرا سطرا، وإذا ختم الجواز، سمعت صوت الختم كأنه مطرقة نجار يدق بها وتدا، فتزاحم الناس عندها، وكان زميلي في الصف المتجه إليه، فنصحته أن يخرج من هذا الصف القصير الذي سيكون أقصر منه الصف الطويل الآخر، فخرج الزميل ودخل في الصف الآخر، وكان فعلا هذا الصف أسرع من ذاك على رغم طوله.

يوم الجمعة ٣٠/ ٨ وبعد انتهاء الإجراءات دخلنا إلى قاعة الانتظار وهناك صلينا الفجر، وفي الساعة السابعة والدقيقة الثلاثين أقلعت بنا الطائرة من مطار كراتشي إلى مطار الظهران فوق المحيط الهندي ثم الخليج العربي وكانت مدة الطيران ساعتين.

* في مطار الظهران:

ونزلنا في مطار الظهران، ودخلنا إلى قاعة الإجراءات، وكنت متعبا أكاد أسقط من شدة التعب والإعياء، وتزاحم الناس فلم نزاحمهم فكنا في آخر الناس، وعند الدخول كان مندوب الصحة واقفا يفتش البطاقات الصحية، وكانت بطاقتي معي وبطاقة زميلي نسيها في الحقيبة التي في الطائرة. وكان قبلي، قال له المندوب: أين البطاقة؟ فأجابه: نسيتها في الحقيبة التي في الطائرة، فقال له أدخل فدخل، أما أنا فكانت بطاقتي واضحة مع الجواز، ولكنه نظر إلي فوجدني أنفخ من شدة التعب فقال: كأنك مريض، قلت: متعب ولست مريضا خشيت أن يؤخرنا للكشف على اشتباها في حالتي.

واختلط الناس وصار المتأخر يتقدم والمتقدم يتأخر والموظف واحد فقط، فجلست أنا وزميلي ننتظر انتهاء الناس، ولكن بعد فترة جاء ركاب رحلة أخرى واختلطوا بركابنا حتى لم يجد الواقف مكانا لرجليه في الأرض إلا أن يدوس على أقدام غيره ويدوس غيره على أقدامه.