وهنا وثب زميلي وأخذ جوازي وجوازه وأراد أن يفعل ما يفعل الناس وإلا فسوف تقلع الطائرة قبل أن ننتهي، وفعلا كان بعض أمواج الناس تقدمه وبعضها تؤخره، حتى يسر الله له الأمر فانطلقنا إلى الطائرة التي لم تقلع إلا بعد ساعتين من هبوطها.
إن النظام في الغرب يجبر صاحب الفوضى أن يحترمه، والفوضى في بلاد الشرق تجبر المتمسك بالنظام أن يتلبس بالفوضى اضطرارا؛ كأكل الميتة، ومن أولى بالنظام المسلم الذي نظم له الإسلام كل حياته أم الكافر الذي كفره كله فوضى.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة، نزلنا في مطار جدة ودخلنا في قاعة الجمرك فانتظرنا أثاثنا الذي تأخر ما يقارب ساعتين أو أكثر واتصلنا بالخطوط السعودية، إن كان قد تم الحجز لنا عن طريق مكتب السعودية في كراتشي، الذي وعدنا موظفوه بالحجز على الرحلة ٩١٣ التي غير موعدها في جدة إلى ٩١٤ فلم نجد أسماءنا عندهم. واتصلنا ببعض إخواننا في جدة فجاء إلينا ونقلنا إلي بيته لنستريح قليلا، ثم ذهبنا إلى المطار ويسر الله لنا السفر وقد كدنا نيأس.
وكان موعد إقلاع الطائرة الساعة الثالثة والنصف مساء، ولكنه غير كما غير رقمها أقلعت في الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والأربعين.
وكان هبوطها في الساعة السادسة والدقيقة العشرين، وكانت آخر محطة لسفرنا، كما كانت أول محطة لسفرنا قبل أربعين يوما والحمد لله رب العالمين.
* نتائج الرحلة:
لقد استغرقت رحلتنا أربعين يوما زرنا خلالها، لندن ونيويورك، وأندينا، وديترويت وشيكاغو، وطوكيو، وهنغ كنغ، وكراتشي، ولاهور وخرجنا بالنتائج الآتية:-
أ- عامة العالم الغربي لا يعرف عن الإسلام شيئا، اللهم إلا تشويهه من قبل أعدائه من اليهود وأتباعهم من أهل المذاهب الهدامة، وسوء سلوك المنتسبين إليه الذين يرى فيهم أهل الغرب أحط الأخلاق، ويفسرون الإسلام بسلوكهم؛ وذلك دون شك ينفر الناس منه.