للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي إمكان الجامعة أن تختار من طلبتها المتخرجين من يجيدون تلك اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والسواحلية والأردية واليابانية والتركية والصينية. وإذا لم يوجد بعض الطلبة في بعض اللغات فيمكن التماس من يجيدون ذلك من خارج الجامعة. فكتاب صحيح البخاري المترجم نفع نفعا عظيما في الغرب، والناس يطلبونه بإلحاح، ويشترونه بأموالهم. وبالمناسبة فإن أحد الباكستانيين طبع الكتاب المذكور بإذن من مترجمه، وحقوق الطبع أصبحت له، والناس مما يشكون منه بأنه استغله استغلالا فاحشا؛ فيجب تنبيه المترجم. كما أن الناس في الغرب يعتمدون على أي كتاب تقع عليه أيديهم يترجم معاني القرآن الكريم وأكثر الترجمات غير سليمة؛ لذلك نوصي بطبع كميات ضخمة من ترجمة الدكتور محمد محسن خان لتوزيعها في العالم.

٦- لقد لمسنا نفع المتخرجين من الجامعة الإسلامية أينما حللنا لما يتمتعون به من فهم مباشر لكتاب الله وسنة رسوله عن طريق اللغة الأصلية لهما، ولكونهم أحسن سلوكا من غيرهم في الغالب. ولكن وجدنا أنهم في حاجة ماسة إلى التدريب العملي على أساليب الدعوة وعلى الانفتاح على الثقافات العالمية، والشبهات التي تثار سواء كانت في العقيدة أم في العبادة أم في الشريعة. وقد سبق أن قدمت بعض الاقتراحات لمجلس شئون الدعوة، وصورة لفضيلة نائب رئيس الجامعة تتضمن ما قد يساعد في هذا الباب.

فإن طلبة الجامعة يبقون عندنا على الأقل أربع سنوات، وتنفق على تعليمهم الأموال الطائلة؛ فيجب أن نكمل المشوار بتدريبهم عمليا على الدعوة. وإن حرص الجامعة على السلوك الحسن لطالب الجامعة من أعظم ما يميز طالب الجامعة عن غيرها. ولكن يجب أن يكون ذلك عن طريق الإقناع، والتربية العملية أولا ومن لم ينفع معه الإقناع والتربية، فليجبر على السلوك الحسن تنفيذا لقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولقد رأينا فرقا واضحا بين النوعين في بلاد المغريات.