للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأين نحن من مراكز الصليبية التي غزت كل العالم بكل ما عندها من قوة مادية ومعنوية. والله لو كان دين الصليبية المحرف فيه شيء يوافق الفطرة ويقربه إلى العقل لكان الناس قد دخلوا في الدين المذكور. ولكنه يخالف الفطرة والعقل؛ ولذلك تذهب جهودهم سدى إذا استثنينا إخراج المسلمين الجهال بدينهم من إسلامهم.

ولقد رأيت بأم عيني في لندن مجموعة من البشر، أرخت شعورها وأطلقت لحاها وشواربها ومعها أدوات الموسيقى ومعهم بعض النساء وهم يضربون الدفوف ويرقصون ويغنون فسألت ماذا يقول هؤلاء: فقالوا يقولون أين الطريق أو كيف السبيل إلى البيت من جديد وذكروا أن هؤلاء من أغنياء الناس خرجوا من منازلهم المترفة وتركوا أموال آبائهم الطائلة وسياراتهم الفخمة يبحثون عن راحة القلب وطمأنينته فلم يجدوها، ويريدون أن يعودوا إلى البيت فعلا ولكنهم لا يطيقون أيضا؛ لأنهم قد جربوه فقلت لزميلي يطلب منهم أن يتفاهموا معي فإن عندي ما يريحهم وحقا كنت في غاية الحسرة عليهم ولقد دمعت عيناي وإن كان الحاضرون يضحكون منهم فقال أحد المرافقين لنا إنهم لا يثقون في أحد يدلهم على سبيل الراحة ولا يتفاهمون بل ربما يضربون الذي يقول لهم إن عنده سبيلا إلى راحة قلوبهم؛ لأنهم قد يئسوا من المجتمع. وقد كنت أظن أن ما يسمونه بالهيبز أمثال هؤلاء فقراء لم يحصلوا على من يعنهم أو على أعمال تدر عليهم الرزق ففعلوا ما فعلوا. ولكن الأمر انعكس فأين المسلمون الذين يدلون، هؤلاء على راحة قلب واستقرار الضمير و (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ....