للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان موسى قد صام يوم عاشوراء حسب تقويمهم؛ شكرا لله سبحانه وتعالى لإنجائه، فقد جاء في الآثار أن نوحاً عليه السلام قد سَبَقَ إلى صيامه؛ لأنه كان يوم رسو سفينته على الجودي، فصامه محمد صلى الله عليه وسلم شكرا؛ لأنه أحق وأولا بنوح وموسى.

الرد على المقال المذكور:

كان بعنوان (عاشوراء صحيحة صريحة وصيام اليوم العاشر مشروع) وكان نص هذا الرد ما يأتي:

تحدث الأستاذ (أحمد عبد الغفور عطار) في أحد أعداد عكاظ عن صيام يوم عاشوراء، وكان له رأي في تحديد ذلك اليوم، ولم يوفق للصواب فيما ذهب إليه، وانتظرت طويلا لأرى من ينبهه على مسلكه من العلماء أو المفتين في هذه البلاد أو غيرها، فلم أر، فأردت أن أدلي بما أراه الحق والصواب، لاسيما وأن ما ذهب إليه الأستاذ فيه مخالفة واضحة وجرأة عظيمة على ما كان عليه السلف والخلف أجمع في معتقدهم حول صيام هذا اليوم الذي لم يختلف اثنان في تحديده وأنه العاشر من شهر المحرم.

وإنما وقع الخلاف في صيامه أو صيام اليوم التاسع من الشهر المذكور. والذي عليه جماهير العلماء من المحدثين والفقهاء هو صيام اليوم العاشر، وهو اليوم الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم، وعزم إن عاش إلى عامه المقبل أن يصوم اليوم التاسع قبل صيام اليوم العاشر إمعانا في مخالفة اليهود، عليهم لعنة الله.

وعاشوراء عربية فصحى على وزن فاعولاء نطق بها النبي العربي عليه الصلاة والسلام فقال: (هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه) .

وكانوا في الجاهلية يصومون هذا اليوم دون منازع، بل صامه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الجاهلية قبل البعثة.

وكلمة عاشوراء اشتقاقها يدل على فصاحتها كما يدل على معناها، وتحديد اليوم الذي رغب في صيامه.

ومثالها في الوزن. خابوراء، ساوراء، ضاروراء، دالولاء.